علي مجوك: من مستشار في الدعم السريع إلى أمين العلاقات الخارجية في "تنسيقية تقدم"



يشكل علي مجوك المؤمن شخصية محورية في المشهد السوداني، حيث برز كلاعب رئيسي في تقاطعات السياسة والقبيلة، متقلداً مناصب عدة أثارت جدلاً واسعاً حول أدواره وتوجهاته. آخر هذه الأدوار كان تعيينه أميناً للعلاقات الخارجية في تنسيقية "تقدم"، مما يسلط الضوء على الروابط المثيرة للاهتمام بين "تقدم" وقوات الدعم السريع.


دور علي مجوك في قوات الدعم السريع


عُرف مجوك بقربه من قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حيث شغل منصب مستشار له خلال فترة تصاعد التوترات في السودان. كان مجوك الصوت الإعلامي القوي للدعم السريع، حيث دافع عن سياساتها وانتقد بشدة القوات المسلحة السودانية. في عدة تصريحات، وصف مجوك الدعم السريع بأنها القوة الحقيقية التي تمثل الشعب السوداني في مواجهة "هيمنة الجيش"، مما جعله وجهًا علنيًا للسياسات التي انتهجتها هذه القوات.


الانتقال إلى تنسيقية "تقدم"


في خطوة فاجأت المراقبين، تم تعيين مجوك أميناً للعلاقات الخارجية في تنسيقية "تقدم"، وهو دور استراتيجي يهدف إلى تعزيز حضور التنظيم على المستوى الدولي. هذا الانتقال يثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين "تقدم" وقوات الدعم السريع، خاصة أن العديد من قيادات "تقدم" تحمل مواقف مشابهة لتوجهات الدعم السريع.


"تقدم" والدعم السريع: ارتباط وثيق أم تحالف استراتيجي؟


يرى بعض المحللين أن وجود علي مجوك في منصبين حيويين – الأول كمستشار لقائد قوات الدعم السريع والثاني كأمين للعلاقات الخارجية في "تقدم" – يعكس تناغماً بين التنظيم والقوات العسكرية. إذ يبدو أن "تقدم" تستفيد من الدعم اللوجستي والسياسي الذي توفره قوات الدعم السريع، بينما تستغل الأخيرة التنسيقية كغطاء سياسي لتوسيع نفوذها، خصوصاً في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة.


الدلالات السياسية للانتقال


تعيين مجوك في هذا المنصب ليس مجرد مصادفة؛ بل يحمل رسائل سياسية واضحة. فهو يعكس رغبة الدعم السريع في الاستفادة من "تقدم" كواجهة دبلوماسية ناعمة في التعامل مع المجتمع الدولي، بينما تستفيد "تقدم" من القوة العسكرية للدعم السريع لتثبيت نفسها كلاعب قوي على الساحة السودانية.


ردود الفعل والانتقادات


واجه هذا التطور انتقادات واسعة من المراقبين الذين رأوا في هذا الانتقال محاولة لدمج العمل العسكري والسياسي بشكل قد يؤدي إلى تقويض العملية الديمقراطية في السودان. يقول أحد المحللين: "وجود شخصية مثل علي مجوك في كلا الجانبين يؤكد أن هناك تداخلاً عميقاً بين الدعم السريع وتنسيقية تقدم، وهو ما يثير مخاوف بشأن استقلالية العمل السياسي في السودان".


الخلاصة


يبقى علي مجوك المؤمن شخصية مثيرة للجدل في السودان، حيث يجسد في مسيرته الارتباط الوثيق بين السياسة والعسكرة في البلاد. انتقاله من مستشار في قوات الدعم السريع إلى أمين العلاقات الخارجية في تنسيقية "تقدم" يعكس تنسيقاً استراتيجياً بين الجانبين، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل العمل السياسي في ظل النفوذ الم

تزايد لقوات الدعم السريع.


إرسال تعليق

0 تعليقات