أعرف تاريخك البطولي يا سوداني





لطالما لعب السودان دورًا محوريًا في المنطقة، متأثرًا ومؤثرًا في الأحداث السياسية والعسكرية التي شكلت ملامح العالم العربي وإفريقيا. فرغم التحديات، كان للسودانيين بصمتهم الواضحة في القضايا المصيرية، سواء في دعم الأشقاء العرب أو في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي. في هذا المقال، نستعرض بعض المحطات التاريخية التي تؤكد الدور الريادي للسودان.

السودان وحرب أكتوبر: مشاركة بقرار برلماني


خلال حرب أكتوبر 1973، كان السودان حاضرًا بقوة إلى جانب مصر وسوريا، حيث شارك بلوائين عسكريين، أحدهما كان موجودًا لحظة العبور، بينما لحق به الآخر لاحقًا. بالإضافة إلى ذلك، تدفق الآلاف من المتطوعين السودانيين لدعم المجهود الحربي. ما يميز مشاركة السودان أنها كانت الوحيدة التي تمت بقرار برلماني، بينما اتخذت باقي الدول العربية قراراتها بالمشاركة من خلال القيادة العسكرية.

السودان وحماية الطائرات العربية


في ظل التهديدات الإسرائيلية، كان السودان الملاذ الآمن للطائرات العربية، حيث تم حفظها في قاعدة وادي سيدنا الجوية، بعيدًا عن مرمى الطيران الإسرائيلي. هذا الدور لم يكن مجرد خطوة تكتيكية، بل كان تأكيدًا على التزام السودان بالأمن القومي العربي.

السودان وأزمة الخليج: دور نميري في إقناع صدام حسين


رغم تعدد الوساطات خلال أزمة احتلال الكويت عام 1990، يُقال إن الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري كان له دور في إقناع الرئيس العراقي صدام حسين بالانسحاب، وهو جانب قد لا يكون موثقًا بشكل واسع ولكنه يتردد في الأوساط السودانية.

جامعة الخرطوم ومحطات بارزة في التعليم العربي


تعتبر جامعة الخرطوم إحدى أعرق الجامعات في إفريقيا والعالم العربي، وقد ارتبطت بها شخصيات بارزة مثل الملك عبد الله الثاني، الذي يُقال إنه درس فيها لفترة، رغم عدم وجود توثيق رسمي مؤكد. كما يُروى أن الملك سلمان بن عبد العزيز حاول الالتحاق بها لكنه لم يتمكن من ذلك، بعد رفض الرئيس نميري التدخل لقبوله.

السودان.. ركيزة الأمن والاستقرار في إفريقيا


لم يكن السودان يومًا دولة منعزلة عن القارة الإفريقية، بل كان لاعبًا فاعلًا في دعم الاستقرار والسلام، حيث شارك في كل بعثات السلام الإفريقية تقريبًا. كما كان جزءًا من اجتماعات خمسة + خمسة الخاصة بالأزمة الليبية، وكان أول من أرسل قوات لدعم الشعب الليبي بعد سقوط نظام القذافي.

السودان وإريتريا.. دور في التحرير


من المعروف أن السودان كان حاضنة للثوار الإريتريين بقيادة أسياس أفورقي، حيث انطلق العمل المسلح ضد إثيوبيا من الأراضي السودانية، مما يجعل السودان شريكًا أساسيًا في استقلال إريتريا. كما لم يتوقف دعمه للشعوب الإفريقية، فقد وقف إلى جانب الإثيوبيين في نضالهم ضد نظام منغستو هايلي مريام القمعي، كما دعم وحدة تشاد تحت قيادة إدريس ديبي.

الميل الأربعون.. معركة منسية


في التسعينيات، خاض السودان مواجهات ضارية ضد قوى عالمية وإقليمية، في صراع لم يُسلَّط عليه الضوء كثيرًا. معارك الميل الأربعين هي مثال على قدرة السودان على الصمود والدفاع عن سيادته في مواجهة التحديات.

ختامًا


ما سبق ليس سوى لمحات من التاريخ السوداني الحافل بالأحداث التي أثرت في مصير المنطقة. سواء في الحرب أو السلام، كان السودان حاضرًا بقوة، يدافع عن قضاياه وقضايا أمته، ويقدم التضحيات من أجل الاستقرار والأمن. هذه الحقائق تستحق أن تُوثَّق، لأنها تشكل جزءًا من هوية السودان، وشهادة على دوره الريادي الذي لا يمكن إنكاره.



إرسال تعليق

0 تعليقات