في 16 يناير 2025، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية ورئيس مجلس السيادة الانتقالي. تأتي هذه العقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098، الذي يستهدف الأفراد الذين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون عملية الانتقال الديمقراطي.
أسباب فرض العقوبات:
وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، ارتكبت القوات المسلحة السودانية تحت قيادة البرهان هجمات مميتة ضد المدنيين، بما في ذلك غارات جوية على المدارس والأسواق والمستشفيات. كما تم اتهام الجيش بالحرمان المتعمد من وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام الغذاء كسلاح حرب. في ديسمبر 2023، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن أعضاء القوات المسلحة السودانية ارتكبوا جرائم حرب.
ردود الفعل السودانية:
أعربت القوات المسلحة السودانية عن استنكارها للقرار الأمريكي، ووصفت العقوبات بأنها "جائرة" و"ظالمة". وأكدت في بيان رسمي أن هذه الإجراءات لن تثنيها عن أداء واجبها في الدفاع عن البلاد وشعبها. كما اعتبرت وزارة الخارجية السودانية أن القرار الأمريكي يفتقر إلى العدالة والموضوعية، ويعكس "تخبطًا وضعفًا في حس العدالة".
تداعيات العقوبات:
بموجب هذه العقوبات، تُحظر جميع الممتلكات والمصالح المتعلقة بالبرهان داخل الولايات المتحدة أو التي تقع تحت سيطرة أشخاص أمريكيين، ويجب الإبلاغ عنها إلى مكتب مراقبة الأصول الأجنبية. كما يُحظر على الأمريكيين التعامل مع أي كيانات مملوكة بنسبة 50% أو أكثر من قبل الأشخاص المحظورين، ما لم يتم الحصول على ترخيص خاص.
إجراءات سابقة:
تجدر الإشارة إلى أن هذه العقوبات تأتي بعد أسبوع من فرض عقوبات مماثلة على محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، وذلك في 7 يناير 2025. بالإضافة إلى ذلك، تم فرض عقوبات على شركة وأحد الأفراد المتورطين في شراء الأسلحة لصالح منظومة الصناعات الدفاعية، التي تُعتبر الذراع الأساسية للمشتريات العسكرية للقوات المسلحة السودانية.
الاستثناءات الإنسانية:
لضمان عدم تأثير العقوبات على تقديم المساعدات الإنسانية في السودان، أصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية استثناءات عامة تسمح بفئات معينة من المعاملات المحظورة، بما في ذلك الأنشطة التي تشمل البرهان وحميدتي. تشمل هذه الاستثناءات المعاملات المتعلقة بالزراعة والأدوية والأجهزة الطبية، لدعم المنظمات غير الحكومية والجهود الإنسانية.
تُظهر هذه التطورات تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والقيادة العسكرية السودانية، وتسلط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجه السودان في مسيرته نحو الاستقرا
ر والتحول الديمقراطي.
0 تعليقات