تشهد الأزمة السودانية تصعيدًا غير مسبوق، مع دخول 17 دولة في صراع مباشر وغير مباشر على ثروات البلاد، بينما الجيش السوداني يواجه حربًا وجودية للدفاع عن أراضيه وسيادته. في المقابل، الدعم السريع أصبح أداة بيد الإمارات تسعى من خلالها لتحقيق مصالح إقليمية خاصة، مما يعقد المشهد الداخلي.
العقوبات الأمريكية: خطة بايدن لتعقيد الأمور على ترامب؟
فرضت إدارة بايدن عقوبات قاسية على السودان في توقيت اعتبره كثيرون خاطئًا تمامًا. هذه الخطوة أثارت الجدل حول كونها محاولة لإحراج إدارة ترامب القادمة وتعقيد ملفاتها، خاصة وأن العقوبات قد تفتح الباب أمام الصين وروسيا للتدخل رسميًا في السودان، مما يُضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة.
ترامب، الذي يقترب من العودة إلى البيت الأبيض، لن يسمح بأن تستمر هذه السياسات الفاشلة. رؤية ترامب للسودان تعتمد على استقراره كحليف استراتيجي، ووقف محاولات استنزاف موارده وتقسيمه إلى دويلات صغيرة تخدم مصالح أطراف إقليمية ودولية.
رفض التقسيم والحفاظ على السودان موحدًا
الرؤية الأمريكية القادمة تحت قيادة ترامب ستكون واضحة: السودان لن يُترك لقوى دولية تعبث بثرواته أو تحوله إلى ساحة صراع مستمر. التقارير الاستخباراتية الأمريكية أكدت أن انعدام الأمن في السودان سيؤدي إلى فوضى تمتد إلى القرن الإفريقي بأكمله، وهو ما يُعتبر خطرًا مباشرًا على المصالح الأمريكية.
ترامب يعلم أن استمرار الحرب في السودان يخدم خصومه السياسيين والاستراتيجيين مثل الصين وروسيا، ولن يسمح بإفساح المجال لهم للسيطرة على الموارد السودانية. لذلك، ستكون السياسة القادمة قائمة على دعم استقرار السودان ومنع تقسيمه بأي ثمن.
الحكومة الأمريكية القادمة: الأمن في القرن الإفريقي أولوية
الحكومة القادمة لن ترى مصلحة في إدخال السودان في أنظمة سياسية مستحدثة تفتقد الخبرة والشرعية، لأن ذلك سيحول المنطقة إلى جحيم من الفوضى. بل ستعمل على تعزيز الأمن والاستقرار، وضمان أن تستفيد الولايات المتحدة من موقع السودان الاستراتيجي دون خسارته لصالح أطراف أخرى.
بايدن أخطأ وترامب سيصحح المسار
سياسات بايدن تجاه السودان لم تأخذ في الحسبان حساسية الوضع، ما أدى إلى تفاقم الأزمات بدلًا من حلها. ترامب، الذي يتميز بنهجه العملي، سيعمل على إعادة ترتيب الأولويات، ووقف استغلال السودان من قبل أطراف خارجية، مع الحفاظ على استقلالية قراره وسيادته.
السودان اليوم ليس مجرد دولة غنية بالموارد، بل مفتاح للسيطرة على القرن الإفريقي، وأي قرار خاطئ فيه يؤثر على الأمن العالمي. حكومة ترامب القادمة تحمل رؤية أكثر صرامة ووضوحًا تجاه هذه القضية، مع التزام بمنع تقسيم السودان وإبقائه ضمن دائرة النفوذ الأمريكي، مما سيعيد تشكيل المعادلة الدولية لصالح الاستقرار والتنمية.
ختامًا: السودان بين الفوضى والنظام الجديد
ترامب، المعروف بمواقفه الحاسمة، سيضع حدًا للعبث بالسودان، وسيعيد صياغة السياسة الأمريكية تجاه المنطقة بما يضمن استقرارها وحمايتها من الفوضى. الحرب في السودان ليست مجرد نزاع داخلي، بل ساحة معركة عالمية لن يسمح ترامب أن يخسرها لصالح خصومه.
0 تعليقات